vendredi 11 mars 2011

قانون الغاب

أجلس على كومةٍ من الكُببِ المبعثرة،أحاول إيجاد بداية الكبّة الأولى؛مُلتفة،متآكلة..الخيط القوي بها يأكل الهزيل،لا عجب،فنحن في زمنٍ تبرّع فيه ملك الغاب بقانونه لِبَني البشر،وجلس رفقةَ زُمرةٍ من أصحابه يحتسي قهوة عِراكاتِنا،شجاراتنا،بل نهْشنا في لحم بعضنا..
تقمّص كلٌّ منّا دور المُفترس؛
 فاسْتعار الأب مثالب الأسد وزمجرته،
وحاكى الابن نظرات الذئب وأنيابه.
لبس الخِلّ جلد الأفعى واستلف سُمّها الزُّعاف،
واقترض الخليل حِيل الثّعلب ومكره.
خرج الجميع لساحة الحياة،فأدارت الأيادي راحتها،واختلطت المفاهيم وتوزعت على غير أصحابها.
سمّوا الحليم جباناً والمُتهوّر مِقداماً،
المتواضع جاهلاً والمُتكبّر عالِماً،
الكريم مُبدّراً والبخيل مُدبّراً..
مرِئَ الرّجل فصار يلبس أقراط المرأة ويركب هودجها.
وترجّلت النسوة فغابت عنهن ملامح الأنوثة،وخرجن يُبارزن قهر الرجل ولكماته.
قانون جائر ألبسناه لحياتنا وشرعنا نتخبّط كي ننزعه،لكن دون جدوى،فقد سرى فيها مجرى الدم...
اختلط علينا الحابل بالنّابل بالرّامح.فأصبحت حياتنا كُبةً مُلتفة مُشتبكة..
فلو أرجعنا القانون لأصحابه لَرفعوا علينا دعوةً ًيتّهموننا فيها بتحريف قوانينهم وزيادة قانونَي القسوة والجَور فيما بيننا.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire